إن سوق العملات الرقمية والأصول المشفرة أو ما يسمى ب "سوق الكريبتو" في تطور مستمر وبشكل متسارع، مما جعل المفاهيم والتقنيات المحيطة بهم تتزايد بشكل دوري وتحديدًا ساحة التمويل اللامركزي.
التي أدت هي أيضًا إلى ظهور الكثير من التقنيات الحديثة ومنها مجمعات السيولة المتعلقة بمنصات التداول اللامركزي، وفيما يلي سيتم توضيح ذلك بالتفصيل.
السيولة في العملات الرقمية
إن السيولة تشير عامًة إلى السهولة التي يتم من خلالها استبدال الأصل إلى نقدًا دون أن يتأثر سعر هذا الأصل.
أو يمكن تعريفها كما يلي، إن مصطلح السيولة يتم استخدامه بشكل عام في الأسواق المالية وذلك من أجل شرح سهولة تحويل الأصل لنقد دون مواجهة صعوبة أو تعقيد، وبالنسبة للعملات الرقمية فإن السيولة تدل على إمكانية تحويل العملة ببساطة إلى نقد او لأي عملة أخرى، يتضمن هذا التعريف جانبين، وهما:
السهولة وتتضمن (السرعة والجهد المطلوبين)، والسعر ويتضمن (الفرق بين السعر المتوقع والسعر المنفذ بالنسبة لطلب كبير، أو الانزلاق).
وفي حالة النظر للسيولة ضمن سياق عمليات تبادل الكريبتو، وكلا المكونات مهمان، فإن المتداول يحتاج لإتمام المعاملات في أسرع وقت وبفاعلية أكبر من حيث التكلفة بقدر الإمكان.
وبالإضافة للسيولة المتعلقة بأصل معين، فإننا نتحدث هنا أيضًا عن سيولة السوق، والتي تعتمد على التعامل مع صحة السوق ككل، كسوق العقارات وسوق الكريبتو.
والمقصود بالسوق السائلة، هي السوق التي من الممكن فيها شراء وبيع الأصول بطريقة سهلة وبأسعار شفافة ومستقرة.
ماذا تعني السيولة في سوق الكريبتو؟
في إطار سوق الكريبتو، يمكن التفكير في السيولة من خلال ثلاثة مستويات، وهما:
(سيولة الأصول – سيولة السوق – سيولة منصات التداول).
وقد يحتاج جميع المتداولون في تلك الأسواق إلى وضع المستويات الثالثة السابقة ضمن الاعتبار، وخاصًة سيولة منصات التداول وسيولة الأصول، فإن كل عملية تداول تتطلب قرارًا بناءً على هذين المستويين، والتفاعل بشكل مباشر فيما بينهما.
ومن ناحية أخرى يفكر معظم المستثمرين في التحليل الفني والأساسيات، لابد أن بكون هناك دراسة متأنية لجميع الاستراتيجيات المتعلقة بالبيع والشراء ذات الصلة بسيولة أحد الأصول، والمكان الذي يتم فيه تنفيذ هذه المعاملات.
ماهي مجمعات السيولة؟
مجمعات السيولة هي عبارة عن احتياطي من العملات الرقمية المشفرة المودعة داخل منصة تداول لامركزية بحيث يصبح بإمكان الآخرين شراء هذه العملات المشفرة.
ومن حيث المبدأ لا ترتبط المنصة بشركات محددة تقوم بضخ الأموال لدعم تداولتها، ولكن الأفراد هم من يقومون بضخ عملاتهم فيها، ويطلق عليهم مجمعات السيولة، وهم يقومون بذلك مقابل الحصول على مكافآت مالية تقدمها لهم المنصة.
من هم صانعي السوق؟
صانعي السوق هم شركات أو محترفون أو أفراد، يضمنون إكمال كل الطلبات عبر توفير وإتاحة السيولة الخاصة بهم، وذلك على أمل الاستفادة من الفرق بسن سعر البيع والشراء داخل سوق معين.
صناع السوق هم من يضمنون توفير السيولة، وسهولة التعامل والاستخدام في منصة التداول الرقيمة، ومع ذلك فإن هذه الطريقة تعتبر معقدة جدًا ليتم تأسيسها بطريقة لامركزية.
أهمية السيولة
إن تعريف السيولة "السهولة التي يمكن من خلالها استبدال الأصل مقابل النقود دون أن التأثير على سعر الأصل" قد يشير إلى أهمية السيولة، وكلما زادت السيولة في الأسواق زاد معدل استقرارها.
عند بيع أو شراء عملة البيتكوين، فإن هناك العديد من المتداولين دائمًا على استعداد لملء الطلب وبأقل تأثير على سعر الأصول، ومن المتوقع أن يتأثر سعر العملة الرقمية الأقل سيولة والأشد غموضًا بالتجارة الكبيرة، وبالنسبة لأهم نقاط أهمية السيولة فإنه يمكن توضيحها فيما يلي:
مقاومة التلاعب
غالبًا يطلق على سوق الكريبتو "سوق الغرب الأمريكي المتوحش"، في ظل وجود مستثمرين مستعدين من كافة انحاء العالم وإطار عمل تنظيمي محدود، فإن أسواق الكريبتو تتمتع بتاريخ هائل من التلاعب في الأسعار.
إلا أن عدم للمساءلة هو نصف القصة، والنصف الآخر يتمثل في السيولة، فإن البيئة التي ينقص فيها السيولة يمكن أن يكون التلاعب فيها سهل للغاية.
فمن الممكن أن يسمح السوق غير السائل لمجموعة من الجهات أو لممثل واحد بتعديل الشعر لمصلحته، أما في حالة وجود أصول سائلة ومنصات كبيرة فإنها تكون بمثابة حصن منيع ضد التلاعب.
وقت المعاملة
كلما زاد السيولة وزاد للمتداولين، كلما تم ملء الطلبات بطريقة أسرع من البيئات التي تتصف بالسيولة المنخفضة، وبالرغم من أن هذه التجربة تبدو مريحة فهي أيضًا مناسبة المتداول صاحب التردد العالي.
وفي حالة وجود تقلبات عالية، فإن القدرة على الدخول والخروج بسرعة من المركز من الممكن أن يكون بها تأثيرات خطيرة جدًا على الأرباح.
التحليل الفني
بصرف النظر عن اعترافك الشخصي بدقة التحليل الفني، فإنها تعد استراتيجية ذات انتشار واسع أسواق الكريبتو.
وبالنسبة لكن يستخدم هذه التقنية، فإن أسواق السيولة العالية قد تساعد على زيادة الدقة.
ما هي مخاطر السيولة؟
يوجد نوعان رئيسيان من مخاطر السيولة، وهما:
الأول: يتمثل في مخاطر التدفق النقدي، حيث أن الشركة تهتم بمعرفة ما إذا كان يمكنها تمويل جميع التزاماتها أم لا.
وتتمثل الطريقة السهلة لتجنب مخاطر التدفق النقدي في خط ائتمان أو طريقة تمويل مشابهة.
الثاني: يتمثل في مخاطر السيولة في السوق، وهذا هو النوع الأكثر اهتمامًا بالنسبة المتداول.
يعتبر سوق العقارات أحد الأسواق التي من الممكن أن نرى فيها هذا النوع من المخاطر ببساطة وسهولة.
فعندما تسود الظروف السيئة سوق العقارات، يصبح من المستحيل بيع أي عقار في أي مكان قريب من سعر السوق العادل.
وذلك بالرغم من أنه من الممكن أن يتمتع العقار بقيمة واضحة، فقد يكون من الصعب استخدام القيمة المرغوبة في ظل غياب المشترين.
إن الانخفاض في السيولة قد يؤدي إلى الانخفاض في أسعار الأصول، مما يشير إلى أن التلاعب وانزلاق الأسعار يعتبران أحد المخاطر الرئيسية في بيئة السيولة المنخفضة، إلا أنه من الممكن أن يتحول الانخفاض في السعر لأعطال سريعة.
من الممكن أن يؤدي عدم وجود مشاركين داخل السوق إلى الانتظار لفترات طويلة، وهذه الفترات قد تكون ضارة بالنسبة المتداول، وتحديدًا خلال جولة السوق، ومن جانب آخر من الممكن أن يكون عدم الاستقرار فائدة المتداول.
وعندما ينخفض الطلب بسبب انخفاض في السيولة، من أن تكون هناك فرصك لشراء الأصول بسعرها المنخفض.
كيف يتم قياس سيولة الأسواق؟
يتمثل المقياس الأساسي السيولة في كل الأصول هو انتشار العرض والطلب. فعندما يكون السبريد صغيراً فإن ذلك يشير لوجود سيولة كافية.
وعندما يكون الفارق أكبر فذلك يدل على أن سيولة الأصل قد تكون غير كافية، وخاصًة إذا كان المستثمر في حاجة لتفريغ كميات كبيرة من الأصل.
ومسبقًا كانت سيولة السوق يتم قياسها بحجم تداول أحد الأصول، إلا أن هذا المؤشر يعتبر معيبًا في الوقت الحالي، لأن الحجم المرتفع في التداول لا يشير بالضرورة إلى سيولة عالية.
والدليل على ذلك الازمة المالية العالمية التي حدثت في السوق عام 2008م، وكذلك الانهيار المفاجئ الذي حدث في مايو 2010.